ضمن سلسلة محاضرات "الإمارات للدراسات"
«نبيل فهمي» يتحدث عن التغيرات الدولية والإقليمية ومتطلباتها عربيًّا
- 18 نوفمبر 2022



نظّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، محاضرة حول التغيرات الدولية والإقليمية ومتطلباتها عربيًّا، استضاف فيها معالي نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق في جمهورية مصر العربية، عضو مجلس أمناء المركز، الذي تحدث في البداية عن التغيرات الحاصلة على صعيد النظام الدولي، منذ انهيار نظام القطبين، وتغيّر مراكز القوى عالميًّا، وبروز عدد من القوى الاقتصادية المؤثرة مثل ألمانيا واليابان. مشيرًا إلى أن العلاقات الدولية أصبحت مبنية على توازنات القوى، وتقاسم مناطق النفوذ، وأن النظام الدولي أصبح غير ثابت وغير فعّال، وأن المنظومة الدولية برمّتها تواجه اهتزازات أشبه بالعاصفة.
وأضاف فهمي أن دول الشرق الأوسط، حالها كحال معظم دول العالم حاليًّا، تعاني حالة بحث عن الهوية والتموضع بين دول العالم، وهذه الحالة من الاضطراب والبحث عن الهوية تشمل حتى الولايات المتحدة، التي تبدلت فيها طبيعة ونوعية الرئيس والإدارة في البيت الأبيض مرات عدة على مدى العشرين عامًا الماضية، مؤكدًا أن الاضطراب الدولي الحالي يفرض على كل دول العالم، وخاصة الدول الصغيرة، أن تعمل لتؤمِّن نفسها بنفسها، لكن ذلك يحتاج في الوقت نفسه إلى عمل جماعي.
ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق أن على الدول الصغيرة والمتوسطة ألا تبالغ في مسألة الاعتماد على الآخرين، بسبب تأثير ذلك في أمنها القومي؛ موضحًا أن الدول العربية، بشكل عام، تعتمد على القوى الأخرى (على رأسها الولايات المتحدة)، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى أن تنهض بالاعتماد على نفسها، فالحليف أو الصديق الأكبر غالبًا ما تكون لديه أولوياته الخاصة به، وعليه، فلا بد أن تمتلك الدول العربية زمام أمورها، وأن تتوافر لديها بدائل وخيارات استراتيجية، دون أن يعني ذلك عدم وجود علاقة لها مع الآخرين.
وقدّم فهمي، في هذا السياق، رؤيته حول تقسيمات نسب اعتماد الدول على نفسها وعلى القوى الإقليمية والدولية، في خضم الاضطراب الدولي الحاصل؛ أشار فيها إلى أن على الدول الصغيرة والمتوسطة الاعتماد على نفسها بنسبة 30 في المئة، ومن ثم اعتمادها على القوى الإقليمية بنسبة 30 بالمئة أخرى؛ وذلك لأهمية دور الدول الإقليمية في مسائل السلم والحرب، ثم يأتي بعد ذلك تخصيص 30 بالمئة أخرى للعلاقات الدولية، والـ10 بالمئة المتبقية تُترَك إلى ما تؤول إليه الأمور.
وتحدث فهمي عن الاضطرابات التي ظهرت في سلاسل التوريد عالميًّا، موضحًا أن هذه الاضطرابات أظهرت الحاجة إلى أن يكون لدى كل دولة مخزوناتها الاحتياطية للمواد، مثل الغذاء والدواء، تصل إلى 30 بالمئة من الاحتياجات.
وختم فهمي محاضرته بتأكيد ضرورة الاهتمام بجيل الشباب في الوطن العربي، الذي يشكل الشريحة الأكبر بين سكانه؛ موضحًا أن هؤلاء الشباب بحاجة إلى التوعية التي يتعرفون من خلالها على تاريخهم وأولوياتهم المنشودة، وخاصة أن التسارع في عجلة الحياة لا يتيح لهؤلاء الشباب إمكانية الحصول على مثل هذه التوعية والمعلومات الأساسية.