د. النعيمي بمناسبة "اليوم الدولي للأخوّة الإنسانية": على نهج زايد، سارت قيادتنا الرشيدة فجعلت من تعزيز التسامح والأخوة الإنسانية مبدأ لا حياد عنه
- 3 فبراير 2022

أكد سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن الاهتمام الكبير بـ"اليوم الدولي للأخوّة الإنسانية" في دولة الإمارات، يعكس توجه الدولة نحو تعزيز حضور قيم التسامح والتعايش والتقارب الإنساني على المستوى العالمي، وتوسيع آفاق التفاهم والتواصل بين مختلف الثقافات والحضارات والعقائد والمذاهب في العالم، تحت مظلة الإنسانية التي تتسع للجميع، وتفتح الأبواب أمام الأمم والشعوب والدول لنبذ التعصب والتشدد والكراهية، ما يوفر أرضية أقوى لتعاون الجميع من أجل مزيد من الرخاء والازدهار والتنمية.
وأكد سعادته أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، العام قبل الماضي وبالإجماع، يوم الرابع من فبراير يومًا دوليًّا للأخوّة الإنسانيًّة، إنما يعني تقديرًا من جانب المنظمة الأممية وأعضائها للحدث الذي يرتبط بهذا اليوم، والدولة التي أعدت له ورعته ووفرت أفضل الظروف لنجاحه، ونعني به توقيع فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس الأول بابا الكنيسة الكاثوليكية "وثيقة الأخوّة الإنسانية" في الرابع من فبراير عام 2019، في احتفالية شهدها العالم بأسره، ورأى فيها نموذجًا للنية الصادقة والعمل الجاد والمثمر من أجل استعادة قيمة الأخوّة التي تجمع بين البشر جميعًا.
ونوَّه سعادته بأن قيمة الأخوّة الإنسانية في دولة الإمارات ليست وليدة اليوم، فقد كانت في صلب رؤية المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي عبّر على الدوام عن احترامه لجميع الأديان والعقائد، وطبق ذلك عمليًّا بإتاحته دور العبادة للمقيمين الذين ينتمون إلى مختلف الديانات والعقائد، ولم يتسامح مع أيّ تَجَاوُزٍ يمسُّ معتقداتهم أو مشاعرهم الدينية. وعلى النهج ذاته سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حيث جعلوا من تعزيز التسامح والأخوّة الإنسانية مبدأ لا حياد عنه، انطلاقًا من سماحة الدين الإسلامي الحنيف، وتقاليد الحضارة العربية الأصيلة، والموروث الاجتماعي لدولة الإمارات العربية المتحدة طوال مئات السنين، الذي لم يعرف شوائب التعصب أو الكراهية على مرّ التاريخ.
وأوضح سعادة الدكتور النعيمي أن من بين الإنجازات المهمة لدولة الإمارات فيما يتعلق بقيمة الأخوّة الإنسانية، أنها ترجمتها إلى خطط وبرامج عمل ومؤسسات متنوعة الأنشطة تلتقي جميعها عند الهدف ذاته، وتعمل على الأرض من خلال وسائل وفعاليات مختلفة من أجل وضع هذه القيمة ضمن الأولويات على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعزيز حضورها في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي في كل مكان من العالم. وقد استفادت دولة الإمارات في هذه الجهود المتواصلة من المكانة الدولية التي حققتها بإنجازاتها، ومن قوتها الناعمة ونموذجها الحضاري، ومن المصداقية والاحترام اللذين تحظى بهما في العالم بأسره؛ لأنها هي بذاتها تقدِّم نموذجًا للأخوّة الإنسانية، حيث يعيش على أرضها ملايين البشر من كل دول العالم تقريبًا، ويمثلون كل الأعراق والثقافات والأديان والعقائد والمذاهب والمعتقدات، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل الذي تحرص عليه القيادة الرشيدة وترعاه وتدعمه، وتحميه قيم المجتمع وتقاليده بقدر ما تحميه القوانين والتشريعات.