آفاق العصر الأميركي .. خمسون سنة في احتكار المستقبل
- 9 يونيو 2014

توقع مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي استمرار هيمنة الولايات المتحدة على العالم لخمسة عقود قادمة بسبب تفوقها الاقتصادي والعسكري، وفي موارد الطاقة والنقل والتعليم والثقافة والتقدم التقني.
وتحدث السويدي أمام نخبة من السياسيين والمثقفين ورجال الإعلام بالأردن، وقد حضروا إلى حفل تقديم كتابه "آفاق العصر الأميركي.. السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد" الذي أقامه منتدى الفكر العربي بالعاصمة الأردنية عمّان مساء الأحد.
وقال أيضا إن العالم سينقسم لقسمين، الأول سيكون حليفا أو تابعا لأميركا فيحصل على دعمها، والثاني سيكون معاديا ويظل معرضا لعقوباتها، وسيعتمد القطب المهيمن القوة الصلبة المتمثلة بالقوة العسكرية والناعمة كالإعلام والمساعدات الذكية بالمحافل الدولية.
والكتاب المتكون من ثمانمائة صفحة يحوي سبعة فصول تتناول بنية القوى في النظام العالمي الجديد والمفاهيم والسمات للنظام والعوامل المؤثرة في بنيته، إضافة لمنعطفات تاريخية فارقة والاقتصاد والتجارة والطاقة والتغيرات المتوقعة وتأثيراتها، ورؤية مستقبلية أمام الدول الخليجية والعربية.
الابتكار
ويمتاز الكتاب بتقديم نظرة تحليلية قائمة على الأرقام والمعلومات، بعيدا عن الانطباعات والانحيازات والرؤى غير العلمية، وبما يسهم في فهم ما يدور إقليميا وعالميا ويساعد على بلورة إستراتيجية واضحة للمستقبل.
بدوره، لخّص علي العماري من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية مضمون الكتاب، بقوله إن النظام العالمي الجديد يتجه نحو المزيد من العولمة، حيث سيتزايد في ظل عولمة الاقتصاد دور دول صاعدة كمجموعة "بريكس".
وقال العماري إن الاقتصاد الأميركي يتميز بالمرونة والاعتماد على القوى الداخلية للنمو والابتكار، مقابل اعتماد الصين على الاستثمار الأجنبي وانخفاض الأجور في صناعات موجهة للتصدير.
ووفق العماري فإن أميركا لعبت الدور الأبرز في تغذية حركات الاحتجاج الشبابية في تونس ومصر للإطاحة بنظاميهما بعد انتهاء مفعولهما السياسي، وفقا لحسابات المصالح الأميركية.
حجر الزاوية
وفي مداخلتها، رأت الصحافية والباحثة الدكتورة نادية سعد الدين أن القوة ما تزال تمثل حجر الزاوية في بنية النظام العالمي الجديد، وأن الأحداث والتغيرات الداخلية في عالمنا العربي تشير لموجات التغيير الناجمة عن تحول أنماط القوة من الأنظمة الحاكمة إلى الشارع، وتفرز أشكالا من الفوضى والاضطراب تهدد الدول واستقرارها ومكانتها الإقليمية.
ووفق قراءتها لـ"آفاق العصر الأميركي" فإن أميركا تنفرد بقيادة النظام العالمي الجديد وستبقى مسيطرة وتستطيع فرض إرادتها وتحقيق مصالحها، مستفيدة من امتلاكها خبرة تراكمية في إدارة شؤون العالم، ولديها إستراتيجية كونية بتشكيل المستقبل من خلال مراكز فكر وبحوث مؤثرة في صنع القرار الإستراتيجي.
ووفق سعد الدين، فإن الاتحاد الأوروبي سيسعى لاستعادة وضعه الطبيعي المتمثل في عدة دول متنافسة، في حين تعاود روسيا الظهور من خلال انتعاش اقتصادها واستعادة بناء قدراتها العسكرية.
أما الصين، فيزداد انشغالها بإدارة موقعها الاقتصادي، وستظل فاعلا كونيا أكثر ممّا هي دولة عظمى بسبب عائق اللغة واستخدام الشعارات القديمة التي لا يفهمها العالم المعاصر، بينما يتوقع أن تنافس الصين دول كالبرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
الدور العربي
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال وزير الأوقاف الأردني الأسبق الدكتور عبد السلام العبادي إن السويدي قدم معلومات تفصيلية عمّا أسماه آفاق العصر الأميركي، وتوقع أن يستمر لفترة لا تقل عن خمسين عاما مقبلة، وهو ما يحتاج أن يدرس بدقة من مراكز البحوث الإستراتيجية في عالمنا العربي لاستعادة الدور العربي والإسلامي الفعّال في العالم.
وقال العبادي إن حضارتنا تمكنت لقرون طويلة من السيطرة على آفاق البحث العلمي والتقدم الحضاري والمعرفي الذي حقق إنجازات عظيمة للبشرية، فهم يخططون ويعملون، وعلينا أن نخطط ونعمل ليس بهدف الصراع وإنما لإثراء مسيرة البشرية.